كانت القرية تقوم على قمة جبل ممتد على محور شرقي- غربي, وتشرف على واديين عمقين من جانبها الشمالي والجنوبي. وكانت القرية نفسها تقع شمالي طريق فرعية تخترق الجبل في اتجاه شرقي- غربي. وكانت هذه الطريق تتقاطع مع طريق آخر يقع إلى الغرب ويمتد بين بيت جبرين( قضاء الخليل) وطريق القدس- يافا العام. وتعد كسلا قائمة في موقع قرية كسالون الكنعانية نفسه ( يشوع 15:10), وهي كانت قرية كبيرة تعرف في العهد الروماني باسم خيسالون, أو خيسلون. في سنة 1596, كانت كسلا ( أو كسلا) قرية من قرى ناحية الرملة (لواء غزة)و وعدد سكانها 61 نسمة, يؤدون الضرائب على القمح والشعير والسمسم والأشجار المثمرة, بالإضافة إلى الماعز وخلايا النحل. في أواخر القرن التاسع عشر, وصفت كسلا بأنها قرية تقع على قمة جبل وعر يشرف على واد عميق في الشمال. وكان السكان يتزودون مياه الشرب من نبعين يقعان في الوادي, ومن نبع آخر يقع في الشرق. وكانت القرية مستطيلة الشكل بوجه عام, يمتد معظم منازلها الحجرية في اتجاه شرقي- غربي في موازاة الطريق الفرعية بينما كانت بضعة منازل قائمة شرقي مركز القرية, في موازاة هذه الطريق. وكان سكان كسلا من المسلمين, لهم فيها مقام لشيخ يدعى أحمد, ويتزودون المياه للاستخدام المنزلي من ينابيع عدة منتشرة حول القرية. كانت الزراعة تقوم على الزيتون والفاكهة والحبوب التي خصصت لها الأراضي المنخفضة وسفوح الوادي, وكانت المحاصيل بعلية في معظمها أو تروى بمياه الينابيع. وكان بعض الأراضي يستخدم مرعى للمواشي ولا سيما تلك الأراضي الواقعة على المنحدرات العالية الوعرة. في 1944\1945, كان ما مجموعه 2265 دونما مخصصا للحبوب, و440 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, منها أثريان تحيط بها عدة خرب تضم بقايا حيطان وصهاريج وحجارة منحوتة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
يفيد كتاب (تاريخ حرب الاستقلال) أنه تم (تطهير) كسلا, على غرار قرية إشوع المجاورة وغيرها من القرى الواقعة على طريق فرعية تؤدي إلى القدس, في 16 تموز\ يوليو 1948. أما المؤرخ الإسرائيلي بين موريس, فقد جعل تاريخ احتلالها بعد يوم من ذلك أي 17-18 تموز\ يوليو ويقول موريس إن مصير السكان كان إما هجر القرية مسبقا, وإما الفرار جزاء ضغط القصف المدفعي, وإما الطرد على يد القوة المحتلة, وهي لواؤ هرئيل. وقد اجتيحت القرية في أطار عملية داني .
القرية اليوم
الموقع مغطى بأسره بأعشاب برية نبتت بين ركام المنازل الحجرية التي يصعب التمييز بينها وبين بقايا المصاطب المهدمة. وقد نبتت أشجار اللوز على قمة الجبل, كما نتامي نبات الصبار على المنحدرات الجنوبية للموقع. وتحيط بقايا كرم عنب بشجرتي خروب إلى الشمال الشرقي من القرية, بينما تكسو أعشاب برية كثيفة بعض المصاطب التي لا تزال سليمة على المنحدرات.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1948, أنشأت إسرائيل مستعمرة رمات رازيئيل ( 1563131) على أراضي القرية. كما أقيمت مستعمرة كيسالون (154131) في سنة 1952, على أراضي التابعة للقرية, على بعد كيلومتر واحد إلى الجنوب منها, في موقع خربة صرعة الأثري.
المصدر: كتاب كي لا ننسى، وليد الخالدي www.palestineremembered.com