الدلهمية
مارس 30, 2024السمرا
مارس 30, 2024كانت القرية تقع في رقعة مستوية من غور الأردن عند أقصى الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبرية, وتبتعد مسافة يسيره عن مخرج نهر الأردن من البحيرة. وكانت سمخ كبرى القرى في قضاء طبرية, من حيث المساحة وعدد السكان. كما كانت ملتقى مهم لطرق المواصلات, تربط المناطق شرقي نهر الأردن بمناطق غربية, كما تربط المناطق الواقعة حول البحيرة بغور الأردن جنوبا. وكان فيها محطة لقطار تقع على طريق عام يمر بمحاذاة البحيرة, ويفضي الى مدينة طبرية في الشمال الشرقي. وكانت خطوط الملاحة في البحيرة تربط سمخ بمرفأ المدينة.
أنشئت القرية في أوائل القرن التاسع عشر على أنقاض بلدة كفار سمح التي كانت آهلة أيام الرومان وكانت منازلها مبنية في معظمها بالطوب في منطقة الجولان, قريبا من سمخ. وقد وصفها الرحالة السويسري بوركهات. الذي شاهد القرية في سنة 1812 , بأنها مجموعة من ثلاثين أو أربعين منزلاً طينياً تقع الى جانب منازل حجرية أفخم منها بناء.
وذكر أن نحو مئة فدان كانت تزرع في جوار القرية مباشرة وفي وقت لاحق من القرن التاسع عشر. بلغ عدد سكانها 200نسمة, يوزعون أراضي السهل المحيط بها.
كان سكان سمخ يتألفون من 3320 مسلماً و130 مسيحياً و 10 ديانات أخرى, وكانت أكثريتهم من قبيلتي عرب الصقور وعرب البشاتوة البدويتين, اللتين استقرتا فيها في سنة 1945, وكان يشرف على إدارة شؤون سمخ مجلس بلدي أنشئ في سنة 1923 . وقد تزايد نفقات هذا المجلس بالتدريج, من 310 جنيهات فلسطينية في سنة 1929 الى 1111 جنيها فلسطينياًِ في سنة 1944 وكان في سمخ مدرستان احداهما للبنين والأخرى للبنات. وكان سكان القرية يعتمدون في تحصيل رزقهم على الزراعة و التجارة, واهم محاصيلهم الموز مزروعا حبوبا. وقد استغل السكان موقع قريتهم المميز, فتخصصوا بعدد من المهن و الحرف.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
غادر بعض السكان في الأشهر الأولى من الحرب, بحسب ما روي. لكن القرية لم تخل من السكان الا في نهاية نيسان/ ابريل 1948 , عقب الاستيلاء على طبرية في 18 من الشهر نفسه. وما إن سقطت المدينة حتى وجه لواء غولاني اهتمامه الى قرية سمخ الكبيرة, وراح يعد العدة لاحتلالها. وذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أن جنود لواء غولاني أضرموا النار في القرية المجاورة ؟ لم يسمها ؟ بعد أن تدربوا فيها على احتلال الهاغاناه . انه في 28 نيسان / ابريل (احتل مركز الشرطة سمخ وهجر السكان البلدة) من دون أن يأتي الى ذكر تفصيلات ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن سقوط طبرية عزل سمخ فعلا عن سائر فلسطين. ولم يترك لها الا طريقا حيوياً واحداً هو طريق الحمة الذي يفضي أيضا الى سوريا والأردن.
استردت سمخ من يد الاسرائيلين في الشهر اللاحق ولمدة وجيزة. وتفضيل ذلك بحسب ما جاء في (تاريخ حرب الاستقلال)أن طابوراً سوريا تسانده قوات عراقية انتزاع السيطرة على القرية واستولى على مستعمرة يهودية مجاورة في 18 أيار /مايو(وذكرت نيويورك تايمز) أن ذلك حدث قبل هذا التاريخ بيومين ) وجاء في صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصدر عسكري سوري, أن الهجوم بدأ في الساعة الرابعة فجراً. وأن القرية سقطت بعد أربع ساعات. ينما ذكرت الرواية الإسرائيلية الرسمية أنه (قد أثار سقوط سمخ والقصف والغارات الجوية مشاعر صعبة) في الليلة عينها, شن لواء يفتاح هجوماً على سمخ أنزل خسائر جسيمة في صفوف المدافعين السوريين الا إنه لم يفلح في استعادة السيطرة على القرية.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه في 20 أيار / مايو. تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي أول مرة منذ دخول القوات العربية فلسطين وقصف منطقة سمخ. وقال الإسرائيليون إن ما أتاح لقوتهم أن تستعيد السيطرة على سمخ إنما كان أربعة مدافع من العيار الثقيل, كانت أنزلت في ميناء تل أبيب قبل بضعة أيام وقد أطلقت نيرانها فوراً على القوات السورية المرابطة قرب سمخ. وما لبث السوريون أن انسحبوا فدخلت وحدات من لواء غولاني القرية ثانية, صباح 21 أيار / مايو.
وجاء في التقارير الصحفية أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على منشأت عربية بالقرب من سمخ في 23 أيار / مايو وذلك لليلة الرابعة على التوالي, وأن الجيش الإسرائيلي ادعى في اليوم التالي أنه أحكم السيطرة على المنطقة كلها.
القرية اليوم
لم يبق من معالم القرية الا أنقاض محطة قطار سكة الحديد وخزان مياه. وقد أنشأ سكان مستعمرة دغانيا ألف في موقع القرية منتزهاً للسياح, ومحطة للوقود, ومصنعاً. أما الأراضي المجاوزة فمزروعة.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1937 , أنشئت مستعمرتا مساده (206232) وشاعر هغولا(207232) جنوبي شرقي موقع القرية, واتسعتا لتبلغا أراضي القرية. وفي سنة 1949 , بنيت مستعمرة معغان (206234) في موقع القرية. كما تم في السنة نفسها, بناء مستعمرة تل كتسير (204234)التي بنيت في سنة 1909 , ودغانيا بت(204235) التي بنيت في سنة 1920 , فتقعان قريبا من القرية لكن لا على أراضيها.