شحمة
مارس 30, 2024صرفند الخراب
مارس 30, 2024كانت شلتا تنهض على تل من الصخر الكلسي الصلب, في أقصى الطرف الشرقي للسهل الساحلي الأوسط. وكانت دروب عدة تصلها بالقرى المجاورة. وعدت القرية قائمة في موقع كفر سلتا الصليبي. في سنة 1874, ذكر الرحالة الفرنسي غيران, الذي زار فلسطين مرات عدة, أن شلتا كانت تتألف من بضعة منازل, وإن بعض هذه المنازل ليس إلا بقايا أبنية قديمة العهد سيجت بحيطان حديثة أضيفت إليها لجعلها صالحة للسكن. كما أنه رأى بقايا بناء صليبي. وكانت منازل شلتا, المبنية بالطين والحجارة, متقاربة بعضها من بعض ولا يفصل بينها إلا بعض الأزقة الضيقة. وقد صنفت شلتا مزرعة في ( معجم فلسطين الجغرافي المفهرس). وكان السكان في معظمهم من المسلمين. وكان مقام لشيخ يدعى أحمد الشلتاوي يقع قرب المسجد في الطرف الشمالي.كانت الزراعة البعلية وتربية المواشي أهم موارد رزق السكان, الذين كانوا يزرعون أصنافا عدة من المزروعات, كالحبوب والخضروات والعنب والتين واللوز والزيتون. في 1944\1945, كان ما مجموعه 2159 دونما مخصصا للحبوب, و 27 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
عند نهاية عملية داني وقبيل بدء الهدنة الثانية مباشرة, حولت القوات الإسرائيلية انتباهها من سهل اللد- الرملة الى اللطرون. وفي ليل 17-18 تموز\ يوليو 1948, حاولت قطع طريق اللطرون- رام الله. وبعد منتصف ليل 18 تموز\ يوليو, استولت سرية من الكتيبة الأولى من لواء يفتاح على شلتا, لكنها تعرضت لنيران كثيفة وخسرت أربعة وأربعين رجلا في العملية. ويقول ( تاريخ حرب الاستقلال) في ذلك: ( وهكذا, قبل ساعات معدودة من حلول الهدنة, نزلت بنا الضربة الأشد قسوة خلال عملية (داني), الحافلة بالنجاحات).
ويذهب المؤرخ الإسرائيلي بني موريس الى أن هذا الهجوم وقع قبل بضعة أيام. ومهما تكن الحال, فقد أخليت شلتا من سكانها جراء هذا الهجوم في أرجح الظن. وليس واضحا متى احتلت القرية ثانية, لكن من الجائز أن تكون سلمت الى إسرائيلي في إطار اتفاق الهدنة.
القرية اليوم
تكسو الموقع نباتات جبلية, من جملتها الأعشاب الطويلة وشجر الرمان واللوز والخروب. وما زال بعض سياجات الصبار قائما, كما لا تزال تشاهد آبار عدة. وقد أنشأ الإسرائيليون في الموقع دفيئات لزراعة الأزهار فضلا عن نماذج بالحجم الطبيعي للمنازل العربية وسواها من الأبنية. ويمثل أحد النماذج سقيفة, ربما كانت سقيفة ناطور, مبنية بحجارة مكدسة كيفما اتفق وقوفها سقف خشبي. كما بني على أراضي القرية بعض المنازل العائدة للإسرائيليين.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1977, أنشأت إسرائيل مستعمرتي شيلات ( 152147) وكفار روت ( 153146) الزراعيتين, على أراضي القرية.