الحرم
مارس 31, 2024رنتية
مارس 31, 2024كانت القرية مبنية على رقعة مستوية من الأرض، في السهل الساحلي الأوسط. وكانت شبكة الطرق التي تمر بالقرية وبالقرب منها، تسير لها الوصول الى مدن يافا واللد والرملة وتل أبيب فضلا عن القرى المحيطة. في أوائل القرن الثامن عشر قبل الميلاد، سجل الملك الآشوري سنحاريب أسماء بلدات السهل الساحلي الفلسطيني التي فتحها وكان بينها بناي بركا، التي كانت في موقع الخيرية. وقد عرفت هذه القرية أيام الرومان باسم بنيبراك. بومبراك. وعرفت القرية باسم ابن برق طوال العصر العثماني. في سنة 1596 كانت القرية تقع في ناحية الرملة( لواء عزة)، وعدد سكانها 154 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم، بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والكروم. في فترة الانتداب غير سكان القرية اسمها فجعلوها الخيرية، للتفريق بينها وبين مستعمرة بني براك الصهيونية التي أسست على بعد 6 كلم شمالي القرية في سنة 1924.
في ذلك الوقت كان سكان الخيرية في معظمهم من المسلمين بينهم عشرون مسيحيا فقط. وكان في القرية مدرستان: إحداهما للبنين والأخرى للبنات. وقد أنشئت مدرسة البنين في سنة 1920 وضمت إليها رقعة مساحتها 8 دونمات تستخدم للتدريب الزراعي. أما مدرسة البنات فقد أسست في سنة 1945. وفي سنة 1946 بلغ عدد التلامذة المسجلين في المدرستين 183 تلميذا، و 69 تلميذة. وكان سكان الخيرية يعملون بصورة أساسية، في الزراعة وتربية المواشي. في 1944\ 1945، كان ما مجموعه 3359 دونما مخصصا للحمضيات والموز و 2355 دونما للحبوب و 1275 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت آبار ارتوازية عدة تمد القرية بمياه الري.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
شهدت القرية أعمالا عسكرية عدوانية لأشهر عدة قبل أن يتم احتلالها نهائيا. فقد ذكرت صحيفة (فلسطين) في 15 كانون الأول\ ديسمبر 1947، إن سكان الخيرية كانوا يحفرون الخنادق الدفاعية حول القرية، ويتناوبون حراسة مداخلها فيما بدا أنه ردة فعل على الهجمات التي تعرضت لها قريتا سلمة والعباسية المجاورتان. وفي 12 شباط\ فبراير 1948، جاء في الصحيفة أن قوات صهيونية تسللت تحت جنح الظلام الى احد بساتين القرية صهيونية تسللت تحت جنح الظلام الى أحد بساتين القرية وفجرت منزلا ولم يشر الى وقوع أية ضحايا .
كانت الخيرية واحدة من مجموعة القرى، الواقعة شرقي يافا، التي احتلت في سياق عملية حميتس، التي هدفت الى ( تطهير المنطقة) وتطويق يافا. وقد سقطت القرية في قبضة لواء ألكسندر وني بتاريخ 29 نيسان\ ابريل 1948. وزعم تقرير صادر عن استخبارات الهاغاناه أن سكان الخيرية ابدوا، بعيد تهجيرهم في أوائل أيار\ مايو 1948، الرغبة في العودة الى منازلهم ( والقبول بالسلطة اليهودية).
القرية اليوم
بقيت بضعة منازل وإحدى المدرستين: أحد المنازل المهجورة محاط بالنباتات البرية والشجيرات ويتسم طرازه المعماري بالبساطة: باب مستطيل، ونوافذ جانبية صغيرة، وسقف مسطح. ويستعمل بناء ذو طبقتين مخزنا وقد تبين انه كان ملك احمد الطيبي. ولهذا البناء أبواب ونوافذ مستطيلة الشكل، وسقف على شكل الجملون. وتنبت في أنحاء الموقع أشجار السرو والتين وشوك المسيح والبرتقال. أما الأرض المجاورة فيزرع جزء منها، بينما غلبت الأبنية على الجزء الباقي.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1932، أنشئت مستعمرة كفار أزار ( 135162) على ما كان تقليديا من أراضي القرية. وأنشئت مستعمرتا رمات بنكاس (135160) ورمات إفعال ( 134161) على أراضي القرية، الى الشمال من موقعها في سنة 1952 وسنة 1969 على التوالي. ويقع الموقع الآن داخل الأحياء السكنية لبلدة غفتعايم ( 132164).