إجليل القبلية
مارس 31, 2024بيت دجن
مارس 31, 2024كانت القرية في بقعة من السهل الساحلي الأوسط، وعرة و منحدرة نحو الجنوب الغربي. وكان الطريق العام الساحلي وخط سكة الحديد يمران على بعد 2.5 كلم و 5. 1 كلم، على التوالي إلى الشرق منها. وكان بعض الطرق الفرعية يصلها بالقرى المجاورة. ولعل اسمها يشير الى حفر التخزين الجوفية المنقورة في الصخر، التي وجدت في القرية، والتي كانت تستعمل لتخزين العدس. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت بيار عدس قرية مبنية بالطوب، وكان ثمة بئر في الركن الشرقي منها. كانت منازل بيار عدس تتجمع بعضها قرب بعض. وقد أقيمت المنازل الجديدة، عندما بنيت في أواخر عهد الانتداب، الى الجنوب الشرقي من المنازل القديمة. وفي عام 1945 بلغ عدد سكانها 300 نسمة، وكانوا يزرعون الحمضيات وغيرها من الأشجار المثمرة، فضلا عن الحبوب والخضروات، ويتزودون المياه الضرورية للزراعة من الآبار- فضلا عن مياه الأمطار. وكان ثمة بقايا بناء روماني- بيزنطي على الجانبين الشمالي والشمالي الغربي من القرية.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
ثمة اختلاف كبير بين الروايات المتعلقة بالحوادث التي شهدتها هذه القرية في أثناء الحرب. فمن ذلك أن كتاب (تاريخ الهاغاناه) يذكر أن سكان القرية غادروها إثر هجوم شنته الهاغاناه في أوائل آذار 1948، بعد أن هاجم جنود “جيش الإنقاذ” مغدل خرجت سرية اللواء[ إحدى سرايا الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندروني]، في فجر يوم 5\3\ 1948، وهاجمت قرية بيار عدس، التي سارع سكانها الى إخلائها.
وفي ذلك الوقت ورد في تقرير صحافي، نشرته ( نيويورك تايمز)، أن خمسة عشر عربيا قتلوا في أثناء الهجوم. وقد ادعت الهاغاناه أن الضحايا ينتمون الى مجموعة هاجمت مستعمرات يهودية مجاورة. وذكرت الصحافة الفلسطينية وقوع معارك حول القرية، في أواخر شباط. وجاء في صحيفة ( فلسطين) اليومية الصادرة في يافا أن وحدة يهودية أطلقت النار، صباح ذلك اليوم، على عمال فلسطينيين كانوا يقطفون البرتقال من بستان يقع خارج القرية. وأدت هذه الغارة الى وقوع اشتباكات مستمرة بين اليهود والمدافعين عن القرية. وقد اشتد التوتر في 1-2 آذار وبلغ ذروته مع محاولة تسلل الى القرية جرت ليل 4-5 آذار، وبلغ ذروته مع محاولة تسلل الى القرية جرت ليل 4-5 آذار. غير أن الصحيفة لم تذكر أن السكان طردوا في إثر ذلك [ ف: 29/2/48-28، 48/3/4، 48/3/6، 48/3/7].
نجد صورا متنوعة لكيفية احتلال القرية فيما يعرضه المؤرخ الإسرائيلي بني موريس وبعض التقارير الصحافية الأخرى، من وصف للحوادث التي جرت في نيسان، فقد (أدت الأنشطة العسكرية اليهودية حول بيار عدس الى إخلائها في 12 نيسان)، بحسب ما ذكر بيني موريس. لكن خبر صحيفة (نيويورك تايمز) يقدم مزيدا من التفصيلات إذ أوردت إن عصابة شتيران أعلنت في 5 نيسان أن وحداتها نسفت ثلاثين منزلا. وصرح عضو في هذه المنظمة الإرهابية إن المنازل باتت أهدافا عسكرية لأنها حصنت بأكياس الرمل. وادعت شتيرن أيضا أن القرية كانت قاعدة انطلاق لعمليات هجومية شنت على مستعمرة يهودية مجاورة. إلا إن صحيفة ( نيورك تايمز) ذكرت أن هدنة تم التوصل إليها بين الهاغاناه وسكان القرية، وأن المهاجمين لم يواجهوا بأية مقاومة إذ فر السكان خوفا من الهجوم الوشيك.
في أوائل حزيران، قرر الصندوق القومي اليهودي تدمير القرية، ذلك بأن القادة العسكريين السياسيين الاسرائيلين صمموا على المنطقة الساحلية والوقعة بين تل أبيب وحديرا يجب أن تشكل قلب الدولة اليهودية، وبالتالي يجب أن تكون ( خالية من العرب). وفي 16 حزيران 1948 سجل رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن- غوريون، في يومياته أن بيار عدس سويت بالأرض.
القرية اليوم
يتميز الموقع بنبات الصبار وأشجار التين والنخيل وأنقاض المنازل. و لا يزال عدد من المنازل وأجزاء من المنازل، التي كانت بنيت بين بساتين الحمضيات قائمة مهجورة وسط النباتات البرية. وهي جميعها مبنية بالأسمنت، وذات تصاميم معمارية متنوعة، تتراوح بين المقعد والبسيط، سقوفها مسطحة أو مائلة أو هرمية الشكل، وأبوابها ونوافذها مستطيلة. والأرض المجاورة مزروعة، ومغطاة في أجزاء منها ببساتين الفاكهة الإسرائيلية.
المستعمرات الصهيونية على اراضي القرية
في سنة 1950 أنشئت مستعمرة عدنيم ( 141171) على أراضي القرية، الى الجنوب الغربي من موقعها. وبعد عام أقيمت مستعمرة إيليشماع ( 143173) على أراضي القرية أيضا، وهي أقرب الى موقعها من عدنيم.