مستعمرة داليا

داليا هي كيبوتس في شمال فلسطين المحتلة، تقع في الجليل على بعد حوالي 30 كم جنوب شرق حيفا ، تأسس الكيبوتس في عام 1939. اعتبارًا من عام 2022 بلغ عدد المستوطنين فيه 870 مستوطن.

تأسس كيبوتس داليا  على أراضي قرية دالية الروحاء المهجرة قضاء حيفا على يد أعضاء مجموعتين يهوديتين تابعتين لحركة هاشومير هتسعير انتقلا إلى فلسطين الانتدابية في عام 1933. المجموعة الأولى كانت تسمى “بامعاليه” ( بالعبرية : “במעלה” ) وكانت تتألف من صهاينة رومانيين . خضعوا للتدريب الزراعي في رومانيا قبل الهجرة والاستقرار في هدار راماتايم ومجديئيل ( وهي الآن جزء من هود هاشارون ) وكفار ملال . المجموعة الأخرى كانت تسمى “بامفنيه” ( بالعبرية : “במפנה” ) وكانت تتألف من يهود ألمان . تم تدريبهم الزراعي في الغالب في الدنمارك ولكن أيضًا في فرنسا والمملكة المتحدة . استقروا في كركور وكسبوا عيشهم من الزراعة والبناء والعمل في ميناء حيفا . قررت شبكة كيبوتس أرتزي التابعة لحركة هاشومير هتسعير توحيد المجموعتين في أبريل 1939 وتم توحيد المجموعتين رمزيًا في الأول من مايو ( يوم العمال العالمي ). وفي نفس اليوم وصل 50 عضوًا، 25 من كل مجموعة، إلى الموقع الدائم للمستعمرة، بجوار قرية دالية الروحاء العربية (التي تم تهجيرها في عام 1948) وبدأوا في زراعة الأرض التي كانت مسروقة من قبل الصندوق القومي الصهيوني . كانت أول صناعة في الكيبوتس مصنعًا صغيرًا للصابون.

شهدت أربعينيات القرن العشرين تطورات كبيرة في الكيبوتس. فبين عامي 1940 و1943 تم بناء إسطبل وحظيرة أبقار (استخدمت حتى عام 1970) وحظيرة ومصنع جبن ومصنع نسيج وحظيرة دجاج (استخدمت حتى عام 1973) وخلية نحل. كما قام أعضاء من كيبوتس عين هاشوفيت القريب بتمهيد طريق لربطه ببقية نظام النقل في البلاد. وكان أول مبنى دائم عبارة عن منزل يؤوي أطفال الكيبوتس. وفي الأربعينيات كان الكيبوتس يحتوي أيضًا على مزرعة أرانب، والتي كانت المصدر الرئيسي للحوم خلال فترة التقشف في الحرب العالمية الثانية .

في عام 1944 نظم شباب الكيبوتس مجموعة انضمت فيما بعد إلى ميليشيا البلماح . توفي أحد أعضائها في ” ليلة الجسور “، وهي عملية نفذتها الميليشيات اليهودية ضد الجسور على حدود فلسطين . قاتلوا مع لواء يفتاح خلال حرب النكبة عام 1948 وأسس بعضهم كيبوتس هاريل . في عام 1947 استضاف الكيبوتس دورة تدريبية على مستوى البلاد لقائد فرقة البلماح. أثناء الحرب، أسقطت طائرة مصرية بالقرب من الكيبوتس وتم القبض على طيارها ووضعه في حظيرة الأبقار التابعة للكيبوتس، مما لفت انتباه الأطفال. ساعد الكيبوتس في المجهود الحربي من خلال التبرع بشاحنته الوحيدة واستخدام المرافق المحلية أيضًا لمساعدة الصناعات العسكرية الإسرائيلية.