نورس
مارس 23, 2024غزة
مارس 23, 2024نبذة عن القدس
تُعدّ مدينة القدس من أعرق مدن العالم وأقدمها إذ يعود أقدم نشاط بشري فيها إلى ما يزيد عن 4000 عام قبل الميلاد، وسُكنت المدينة بشكل دائم في الفترة ما بين 3000-2800ق.م، وتُعتبر مدينة القدس ذات أهميّة دينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث؛ الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، ممّا ساهم في جعل المدينة مركزاً إدارياً ودينياً للعديد من الممالك والحضارات على مدى عصور طويلة.
تضم مدينة القدس العديد من المعالم التاريخية والأثرية والتي يصل عددها إلى 220 مَعلماً، ومن أهمّ هذه المعالم؛ المسجد الأقصى، وقبّة الصخرة، وكنيسة القيامة، وكانت مدينة القدس وما زالت موطناً للعديد من الحضارات المتنوعة والمتعاقبة، ويظهر ذلك جليّاً في مبانيها القديمة، وتخطيط المدينة، وشوارعها، وأسواقها، وأحيائها السكنية.
القدس عاصمة فلسطين تُعتبر مدينة القدس عاصمةً للدولة الفلسطينية، وذلك وِفقاً لما جاء في وثيقة إعلان استقلال دولة فلسطين، كما تضمّن القانون الأساسيّ المُعدّل أيضاً اعترافاً بمدينة القدس عاصمةً لفلسطين، كما نصّت المادة رقم 3 من القانون الأساسي على أنّ القدس عاصمة فلسطين.
أسماء القدس
أُطلق على مدينة القدس العديد من الأسماء عبر التاريخ؛ حيث سُمّيت يبوس نسبةً إلى اليبوسيين، وفي عام 1049 ق.م أُطلق عليها مدينة داود نسبةً إلى عهد النبي داود عليه السلام، وفي حُكم البابليين أُطلق عليها أورسالم وذاك عام 559 ق.م، وفي عهد الإسكندر الأكبر تحديداً في عام 332 ق.م، سُمّيت باسم يروشاليم، وفي الفتح الإسلامي عُرفت باسميّ القدس وبيت المقدس، وأطلق العثمانيون عليها اسم القدس الشريف.
تاريخ القدس
تحظى مدينة القدس بتاريخ عريق مرّ فيه العديد من الحضارات والأمم التي امتدّت من التاريخ القديم وحتّى التاريخ الحديث، ومن أهمّ وأبرز الحقب التاريخية التي مرّت على مدينة القدس ما يأتي:
اليبوسيون: أو سكان القدس الأصليون؛ حيث كان اليبوسيّون من أوائل من سكن مدينة القدس تحديداً في عام 2500 ق.م وأطلقوا عليها اسم يبوس نسبةً لهم، واليبوسيّون هم أحد القبائل الكنعانية العربية.
العصر الفرعوني (القرن 16-14 ق.م): وقعت مدينة القدس تحت الحُكم المصري الفرعوني ابتداءً من القرن 16 ق.م، وفي عهد الفرعون المصري أخناتون تعرّضت لغزو قبائل الخابيرو البدوية واستولوا عليها إلى أن عادت تحت النفوذ المصري مرّةً أخرى في عهد الفرعون المصري سيتي الأول الذي امتدّ حُكمه في الفترة ما بين 1317-1301 ق.م.
العصر البابلي (977-583 ق.م): استولى البابليون على بلاد الشام وفلسطين وأنهوا الحُكم المصري فيها، وفي تلك الفترة تعرّضت القدس لحملة نبوخذ نصّر (604-561 ق.م) والتي احتلّ فيها القدس وسبى اليهود الذين كانوا فيها.
العصر الفارسي (537-333 ق.م): تغلّب الملك الفارسي قورش على الحُكم البابلي وأنهاه عام 539 ق.م، وضُمّت القدس للمملكة الفارسية التي شملت بلاد الشام كاملة.
العصر اليوناني (333-63 ق.م): استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها مدينة القدس التي كانت تحت الحُكم الفارسي وذلك في عام 333 ق.م، وتوفّي الإسكندر بعد ذلك بعشر سنوات، وتوالى على حُكم المدينة البطالمة والمقدونيون، ثمّ ضمّ بطليموس فلسطين مع مدينة القدس لتُصبح جزءاً من مملكته في مصر، وفي عام 198 ق.م تمكّن السلوقيون بقيادة سيلوكس نيكاتور من ضمّ القدس لدولتهم في سوريا، وفي هذه الحقبة الزمنية كان جليّاً تأثّر سكان القدس بالحضارة اليونانية القديمة.
الحكم الروماني (63 ق.م-636م): استولى الرومان على القدس عام 63 ق.م وأصبحت جزءاً من إمبراطوريّتهم، وبقيت المدينة تحت حُكمهم حتّى عام 636م، وشهدت هذه الحِقبة حوادث عديدة من أهمّها ولادة السيد المسيح عليه السلام، وبِعثة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وفي الفترة ما بين 66-70م قام اليهود في مدينة القدس بأعمال شغب وعصيان على الحاكم الروماني الذي أخمد محاولاتهم، وفي عهد الإمبراطور هادريان أُخرج اليهود من المدينة ولم يتبقَ فيها إلّا المسيحيين، وأمر بتغيير اسمها إلى إيلياء.
العهد البيزنطي وبناء كنيسة القيامة: انتقلت العاصمة الرومانية من روما إلى بيزنطة، وأُعلنت المسيحية ديانةً للدولة، ومثّل ذلك تغييراً جوهرياً بالنسبة لأتباع الطائفة المسيحية في القدس، وأُرِّخت هذه الفترة للمدينة بالتفصيل ضمن خرائط فسيفسائية تاريخية وُجدت في الأردن، وشُيّدت كنيسة القيامة عام 326م، وفي عام 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية ممّا دفع الفُرس لمحاولة احتلال مدينة القدس ونجحوا في ذلك عام 614م، لكنّها عادت للحُكم الروماني بعد 14 عام من سقوطها بأيدي الفُرس حتّى فتحها المسلمون عام 636م.
العصر الإسلامي الأول (636-1099م): فُتحت القدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب عام 638م بعد أن انتصر المسلمون على الروم في معركة اليرموك، وبعد فتحها كتب عمر لسكّانها المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم العهدة العمرية؛ منح فيها الحرية الدينية لسكان القدس مقابل الجزية واشترط ألّا يسكن القدس يهود أبداً، وشهدت مدينة القدس نهضةً حضاريةً في مختلف المجالات وخاصة في العهدين الأموي والعباسي، حيث حظيت باهتمام كبير، واستمرّ الاهتمام بالمدينة في عهد الفاطميين والقرامطة، وفي عام 1071م أصبحت المدينة تحت حُكم السلاجقة.
القدس إبّان الحملات الصليبية: سقطت القدس في يد الصليبيين بعد 5 قرون من الحُكم الإسلامي، وكان ذلك نتيجة الحروب بين السلاجقة والفاطميين وخلافات السلاجقة الداخلية التي أضعفت مِن قوّتهم، وعندما احتلّ الصليبيون القدس قتلوا قرابة 70 ألفاً من ساكني المدينة مسلمين ومسيحيين، وانتهكوا مقدّسات المدينة، وأصبحت مدينة القدس في ذلك العهد مملكةً لاتينيةً تقع تحت حُكم ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على من بقي من سكّانها من المسيحيين الأرثوذكس.
العصر الإسلامي الثاني (1187-1967م): حرّر صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس بعد انتصاره على الصليبيين في معركة حطيّن وعامل أهلها معاملةً حسنةً، واهتمّ بالمدينة وحصّنها، ورمّم المسجد الأقصى من الآثار الصليبية، وأتاح للعائلات العربية المقدسية والأرثوذكس العودة للسكن في القدس، وجعل معظم أجزاء المدينة وَقفاً إسلامياً، وثبّت دعائم الحُكم وأسباب الاستقرار لساكني المدينة ومكّنهم من التعايش السلمي فيها، لكن وبعد وفاة صلاح الدين استعاد الصليبيون مدينة القدس في عهد فريدريك الثاني ملك صقلية، وظلّت القدس تحت الحكم الصليبي 11 عاماً إلى أن حرّرها مرّةً أخرى الملك نجم الدين أيوب عام 1244م.
المماليك: تعرّضت القدس لغزو المغول بين عامي 1243-1244م، واستطاع المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس هزيمة المغول في معركة عين جالوت الواقعة في 1259م، واستعادوا المدينة وباقي فلسطين وضموّها إلى دولة المماليك الذين حكموا الشام ومصر بعد انتهاء الدولة الأيّوبية، وحرص المماليك على إنشاء الكثير من المدارس والمكتبات، وازدهرت في عهدهم حلقات العلم والزوايا التي شهدت حضور المسلمين من أنحاء العالم مثل الزاوية الهندية والنقشبندية، وأقاموا التكايا والأسْبلة، كما تطوّرت أسواق الذهب والفخار والحُصر.
العثمانيون: فتح العثمانيون فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد انتصارهم في معركة مرج دابق في القرن السادس عشر، وأصبحت القدس مدينةً تابعةً للحُكم العثماني، وفي هذا العهد أعاد السلطان القانوني تشييد أسوار مدينة القدس ورمّم مسجد قبّة الصخرة والجامع القبلي في المسجد الأقصى، وبقيت القدس تحت حُكم العثمانيين حتّى عُزل السلطان عبد الحميد عام 1808م.
الانتداب البريطاني (1917-1948م): سقطت مدينة القدس في عام 1917م في يدّ الجيش البريطاني، وأُعلن وعد بلفور في ذات العام، وأعطت عصبة الأمم المتحدة بريطانيا حقّ الانتداب على جميع أرجاء فلسطين وذلك في عام 1920م واستمرّ انتدابها حتّى عام 1948م، وأدّى ذلك إلى هجرة يهودية متزايدة إلى فلسطين عموماً ومدينة القدس خصوصاً.
الاحتلال الإسرائيلي: كان لانسحاب بريطانيا من فلسطين دوراً في إعلان قيام ما تُطلق عليها اسم “دولة إسرائيل” على أرض فلسطين، واتخاذ القدس الغربية عاصمةً لها، في حين استطاع الجيش العربي الحفاظ على القدس الشرقية تحت السيادة الأردنية حتّى وقوع حرب 1967م التي انتهت باحتلال سيناء، والجولان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، وضمّ القدس الشرقية، لتكون تابعةً لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.
جغرافية القدس
كان البناء الأول لمدينة القدس يقع على تلال الظهور؛ وهي منطقة مطلّة على بلدة سلوان تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المسجد الأقصى، ولكنّ مركز المدينة تغيّر مع الوقت وأصبح يمتدّ على مُرتفعات أخرى، مثل: مرتفع بيت الزيتون المُسمّى أيضاً بزيتا الواقع في شمال شرق المدينة، ومرتفع ساحة الحرم في الشرق، ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي، وهذه المُرتفعات تقع ضمن منطقة سور القدس والتي تُسمّى الآن بالقدس القديمة.
يُعدّ الموقع الجغرافي لمدينة القدس مركزياً؛ حيث تقع القدس في الوقت الحالي بين جبال نابلس الواقعة في الشمال، وجبال مدينة الخليل في الجنوب، وإلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط، كما تُبعد القدس عن البحر الميّت مسافة 22 كم، ويبلغ ارتفاع مدينة القدس عن مستوى سطح البحر ما يُقارب 775م، أمّا بالنسبة للبحر الميّت فإنّها ترتفع عنه مسافة 1150 متر.
معالم القدس
تضمّ مدينة القدس العديد من المعالم الأثرية والتاريخية والدينية، ومن أبرز وأهمّ معالم القدس ما يأتي:
المسجد الأقصى: يُعدّ المسجد الأقصى ثالث أكثر المساجد قُدسيّةً للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ويُشكّل حرم المسجد الأقصى خُمس مدينة القدس القديمة بمساحة تبلغ 140,900م2 تقريباً، حيث يضمّ المسجد ضمن ساحاته مسجد قبّة الصخرة والأعمدة والحدائق، إذ إنّ كلّ ما يوجد داخل سور المسجد الأقصى يُعدّ جزءاً منه، وشُيّد بناء المسجد أوّل مرّة ما بين 709-715م في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وأُعيد بناؤه 6 مرّات على الأقل.
مسجد قبة الصخرة: يقع مسجد قبّة الصخرة في الحيّ الإسلامي للبلدة القديمة، وتُمثّل الصخرة المكان الذي صعد منه النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى السماوات في رحلة الإسراء والمعراج، ويُعدّ المسجد أحد أبرز المعالم الإسلامية في القدس، فهو يمتاز بتصميم معماري فريد من نوعه؛ حيث يتكوّن من بناء مُثمَّن الشكل تعلوه قبّة مكسوة بالذهب، وبُني المسجد في نهاية القرن السابع للميلاد على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
كنيسة القيامة: تُعدّ هذه الكنيسة أقدس الكنائس للمسيحين في العالم، وتقع الكنيسة في الحيّ المسيحي بالمدينة القديمة، ويعود بناؤها لأوّل مرّة إلى القرن الرابع على يد والدة الإمبراطور قسطنطين.
قرية النبي صموئيل: تقع القرية على قمّة جبلية ترتفع 890 متر عن سطح البحر وتبعد 4 كم شمال مدينة القدس، وتضمّ القرية قبر النبي صموئيل عليه السلام الذي سُمّيت القرية نسبةً له، وبُنيت القرية حول المسجد الذي يُعدّ مَعلماً فيها، حيث تمتاز مئذنته بإطلالة مميزة على تلال القدس، وفي عهد البيزنطيين بُني دير النبي صموئيل حيث كان يُمثّل نُزلاً للمسيحيين القادمين إلى القدس بغرض الحج.
وادي قدرون: يفصل وادي قدرون جبل الزيتون عن مدينة القدس، وللوادي مكانة دينية للمسيحين.
جبل الزيتون: يقع جبل الزيتون شرق مدينة القدس، ويُمكن الوصول إليه عبر المرور بوادي قدرون، ويتميزّ الجبل بإطلالته الساحرة على مدينة القدس القديمة وكلٍّ من البحر الميت وجبال مؤاب، ومن أهم معالم الجبل كنيسة القدّيسة مريم المجدلية، الأمر الذي يجعل للجبل مكانةً خاصةً لدى المسيحيين.
كنيسة وحدائق الجثمانية: تقع الكنيسة على سفح جبل الزيتون، ويعود بناؤها إلى الفترة البيزنطية تحديداً في عام 379م، وتُعدّ هذه الكنيسة من أجمل كنائس مدينة القدس، وأُعيد بناؤها في الفترة ما بين 1919-1924م، وتُسمّى بكنيسة كل الأمم وذلك لمشاركة 16 دولة في بنائها.
قبر البستان: يقع القبر خارج أسوار مدينة القدس بالقرب من باب العامود، ويُعدّ هذا المكان مُفضّلاً للمسيحيين لممارسة الصلاة والتأمل نظراً لجماله ولأجوائه الهادئة
أبواب القدس
تشتهر مدينة القدس بأبوابها السبعة، وفيما يأتي تعريف لهذه الأبواب:
باب العامود: يُسمّى أيضاً بباب دمشق، ويقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس، ويعود بناؤه إلى عهد السطان العثماني سليمان القانوني، وقد بُني الباب على أنقاض باب قديم من العهد الصليبي، ويعلو الباب قوس مستدير يستند على عمودين من الحجارة المنحوتة الناعمة، وفي عهد الإمبراطور الروماني هادريان كان قد أُضيف للباب عامود يقع في منتصفه بقي حتى الفتح الإسلامي، وهو السبب الذي أدّى لتسميته بباب العامود.
باب الساهرة: يُعرف الباب عند الغربيين باسم باب هيرودس، ويقع الباب إلى الجانب الشمالي من السور المحيط بمدينة القدس، على بُعد نصف كيلومتر إلى الشرق من باب العامود، ويعود بناء الباب إلى زمن السلطان سليمان القانوني.
باب الأسباط: يُسمّى أيضاً بباب الأسود، ويقع في الجزء الشرقي من سور مدينة القدس، ويُشبه هذا الباب باب الساهرة في شكله ويعود بناؤه إلى زمن السلطان القانوني أيضاً.
باب المغاربة: ويقع في الجزء الجنوبي من سور القدس، ويُعدّ أصغر أبواب القدس.
باب النبي داود: وهو باب كبير يُؤدّي إلى ساحة داخل السور، وهو أيضاً من الأبواب التي شيّدها سليمان القانوني عند إعادة بناء سور المدينة.
باب الخليل: يُسمّيه الغربيون باب يافا، ويقع في الجزء الغربي من أسوار القدس.
الباب الجديد: يقع في الجانب الشمالي للسور على بُعد كيلومتر واحد إلى الغرب من باب العامود، وهو باب حديث مقارنةً بغيره إذ يعود بناؤه إلى سنة زيارة الإمبراطور الألماني للقدس عام 1898م.
البلدات المجاورة للقدس
يُجاور مدينة القدس عدد من البلدات الرئيسية التي يقصدها زوّار مدينة القدس عادةً، ومن أهمّ وأشهر هذه البلدات ما يأتي:
بلدة أبو ديس: تقع على حدود مدينة القدس وتبعد عنها بضع دقائق فقط بالسيارة، وهي بلدة كبيرة إلى حدّ ما وتضم جامعة القدس المفتوحة ومعظم مكاتب السلطة الفلسطينية، وتُحيط بالبلدة عدد من الأودية، وتضمّ المنطقة القديمة فيها مركزاً ثقافياً ومسجداً قديماً.
بلدة الزعيم: تقع على مقربة من مدينة القدس من جهة الشرق، ويواجه سكان البلدة صعوبةً في الدخول والخروج من البلدة وإليها والتنقّل إلى أماكن عملهم أو زيارة عائلاتهم بسبب عزل الاحتلال للبلدة عن القدس جدار الفصل.
بلدة الرام: تقع بجوار حاجز قلنديا على قمة تلّة محاطة ببساتين الزيتون والكروم، ويمنع جدار الفصل سكان بلدة الرام من زيارة القدس الشرقية والقرى المجاورة لها.
بلدة السواحرة: تقع هذه البلدة بجوار بلدة أبو ديس ضمن محافظة القدس، وتمتدّ على تلال صغيرة وفيها عدد قليل من المحلّات التجارية الموجودة على الشارع الرئيسي، وتشترك بلدة السواحرة مع قرية الشيخ سعد بالمرافق العامة والمدارس.
بلدة عناتا: تقع على بعد 4 كم شمال شرق مدينة القدس القديمة، وتضمّ البلدة العديد من الآثار التاريخية، وفيها أحد أكبر مُخيّمات اللاجئين في الضفة الغربية وهو مُخيّم شعفاط الذي يعود تاريخه إلى سنة 1966م، وتُعدّ البلدة معزولةً نظراً لوجود جدار الفصل وتقع تحت سيطرة الاحتلال.
قرية الشيخ سعد: تقع القرية على جبل يبعد 6 كم جنوب شرق مدينة القدس، وتقع القرية تحت سيطرة الاحتلال وذلك بسبب حاجز التفتيش حيث لا يُمكن الدخول إليها إلّا مشياً على الأقدام. بلدة
حزما: تقع على بعد 7 كم فقط من مدينة القدس القديمة وتُحيط بالبلدة 4 مستوطنات إسرائيلية وهي معزولة عن القدس بجدار الفصل، وبالرغم من ذلك فإنّها منطقة حيوية تنبض بالحياة.
قرية جبع: تقع قرية جبع شمال القدس فهي قريبة جداً من بلدة الرام، وتشتهر ببساتين أشجار الزيتون.
بلدة قلنديا: تقع قلنديا بين مدينتي القدس ورام الله وتخضع هذه المنطقة لسيطرة الاحتلال، وتضمّ قلنديا مُخيّماً للاجئين تأسّس عام 1949م ويحمل اسم قلنديا أيضاً.
قرية رافات: تقع القرية على بُعد 4 كم جنوب غرب مدينة رام الله ولكنّها تابعة لمحافظة القدس، وتُعدّ هذه القرية منطقةً متميّزةً لجذب السيّاح، حيث تمتاز بعراقتها ويظهر ذلك على أبنيتها ومنازلها القديمة ذات الإطلالة الرائعة.
بلدة العيزرية: سُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى لعازر المذكور في التوراة وذلك منذ القرن الرابع للميلاد، وكانت تُسمّى البلدة أيضاً باسم بيت عنيا، وتقع العيزرية على بعد 3 كم شرق القدس على منحدر جبل الزيتون، وتنبض البلدة بالحياة نظراً إلى كثرة سكّانها وأسواقها التجارية الكثيرة، كما تُعدّ أحد المعالم المهمّة لمدينة القدس.
الوصاية الهاشمية
حملت المملكة الأردنية الهاشمية على عاتقها مسؤولية الحفاظ على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وذلك انطلاقاً من الإرث التاريخي والديني وارتباطها بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فحفظ الهاشميون هذا الإرث وحافظوا على المدينة وأولوها كلّ اهتمامهم ورعايتهم.
كانت مدينة القدس أبرز أولويات الشريف الحسين بن علي ملك العرب وقائد الثورة العربية الكبرى، ففي عام 1924م عُقدت البيعة للشريف الحسين من أهل فلسطين بالوصاية الهاشمية على مقدّسات مدينة القدس، واستهلّ الشريف الحسين بين علي وصايته للمقدّسات بأن أمر بإعادة إعمار المسجد الأقصى وهو ما يُعرف بالإعمار الهاشمي الأول، وانتقلت الوصاية الهاشمية في سلالة الشريف الحسين وصولاً إلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
حافظ الهاشميون على وصايتهم واستمرّوا بتأدية مسؤولياتهم التاريخية والدينية تجاه المقدسات الإسلامية بالحفاظ عليها ورعايتها وإعمارها، وبعد تأسيس الدولة الأردنية بَدأ عهد جديد للوصاية والرعاية الهاشيمة لمقدّسات مدينة القدس، ففي عام 1948م خاض الأردن وجيشه العربي معارك قدّم فيها معاني الفداء والبطولة في سبيل الحفاظ على مدينة القدس وعروبتها، وحالوا دون سقوطها في يد الاحتلال، وفي عام 1950م أصبحت القدس الشرقية وباقي مناطق الضفة الغربية جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية بعد إعلان وحدة الضفّتين.
تعزّزت الرعاية الهاشمية للمقدسات في الفترة ما بين 1948-1967م، وحتّى بعد إعلان فكّ الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية عام 1988م حيث استُثنيت مدينة القدس من هذا القرار في سبيل حمايتها من عودة الاحتلال إليها، واستمرّت الوصاية الهاشمية عليها، وفي عام 2013م وقّع الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتفاقاً تاريخياً أكّد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس
المصدر: موقع موضوع