قضاء طولكرم
مارس 30, 2024بيارة حنون
مارس 30, 2024تقع القرية على تل من الحجر الرملي يبعد اقل من كيلومترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكان طريق طولكرم نتانيا العام يمر الى الجنوب منها. وتشير الأدوات الصوانية التي وجدت في أنحاء الموقع الى أن المنطقة ربما كانت آهلة منذ العصور الحجرية. وكان موقع القرية يشتمل على حصن روجر اللومباردي الذي بناه الصليبيون. وقد محيت قرية أم خالد محوا من قبل جنود نابليون في أثناء عودتهم سنة 1799 الى مصر بعد أن اخفقوا في احتلال عكا في شمال فلسطين.
في القرن التاسع عشر كانت القرية على شكل مستطيل يمتد من الشمال الى الجنوب وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين ومتجمهرة بعضها قرب بعض تفصل أزقة ضيقة بينها. وقد تميزت بتربتها الخصبة ووفرة مياهها الجوفية. وكانت أم خالد منزلة بين الطنطورة (قضاء حيفا) وراس العين وهي قرية مزدهرة واشتهرت ببساتين الشمام الكثيرة غربي القرية.
وكان يتوسط القرية مسجد ومدرسة ابتدائية للبنين وأربع محلات للسمانة والأقمشة. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين وقد أتى كثيرون منهم من قرى الأقضية الأخرى طلبا للعمل في الزراعة التي كانت عماد اقتصاد القرية والتي كانت تقوم على البطيخ والحمضيات والخضروات والحبوب. في العام 1944-1945 كان ما مجموعه 47 دونما مخصصا للحمضيات والموز و1830 دونما مزروعا بالحبوب وكان سكان القرية يعنون أيضا بتربية المواشي ويصنعون الألبان والأجبان واشتملت الآثار التي اكتشفت حول القرية على بقايا أبراج وحصون وآبار وصهاريج وخزانات وخزفيات.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
استنادا الى تقارير العصابات الصهيونية فان أم خالد أخليت في 20 آذار 1948 جراء شعور عام بالخوف ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن جملة من القوى العربية وفي المنطقة واجهت المصير نفسه بعد أن تزايدت الهجمات الأولى من الحرب وقد كانت هذه المنطقة الساحلية تغص بالمستعمرات اليهودية وكانت القيادة الصهيونية تعتبرها بمثابة القلب من الدولة اليهودية المستقبلية لذلك كان من المرغوب فيه بحسب رأي تلك القيادة أن يجبر السكان العرب على الرحيل قبل 15 أيار.
القرية اليوم
بات موقع القرية جزءاً من نتانيا. وقد بقيت به بعض المنازل وهو يستعمل للسكن أو لأغراض تجارية كمستودعات لشركات إسرائيلية أما الأراضي المجاورة فقد غرست بأشجار الحمضيات.
المستعمرات الصهيونية على أراضي القرية
ابتلعت ضواحي مدينة نتانيا (136192) التي أسست في سنة 1929 معظم أراضي القرية وقد دمجت مستعمرتا غان حيفر التي أسست في سنة 1953 في مستعمرة واحدة كبرى هي شاعر حيفر (140193) وتغطي المستعمرة جزءا من أراضي القرية.